EviL^EyE Admin
عدد المساهمات : 73 تاريخ التسجيل : 10/01/2010
| موضوع: ما معنى قوله تعالى:(و اتّقوا الله و يعلمكم الله )؟ الجمعة يناير 22, 2010 5:29 am | |
| قال شيخ الإسلام إبن تيمية رحمه الله وقد شاع في لسان العامة أن قوله تعالى وإتقوا الله ويعلمكم الله) من الباب الأول؛ حيث يستدلون بذلك على أن التقوى سبب تعليم الله, وأكثر الفضلاء يطعنون في هذه الدلالة لأنه لم يربط الفعل الثاني بالأول ربط الجزاء بالشرط, فلم يقل:وإتقوا الله ويعلمكم, ولا قال فيعلمكم, وإنما أتى بواو العطف, وليس من العطف ما يقتضي أن الأول سبب الثاني, وقد يقال العطف قد يتضمن معنى الإقتران والتلازم, كما يقال: زرني وأزورك؛ وسلم علينا ونسلم عليك, ونحو ذلك مما يقتضي إقتران الفعلين والتعاوض من الطرفين, كما لو قال لسيده: إعتقني ولك علي الف؛أو قالت المرأة لزوجها طلقني ولك الف؛ أو اخلعني ولك الف؛ فإن ذلك بمنزلة قولها بألف أو علي ألف.وكذلك أيضا لو قال: أنت حر وعليك الف, أو أنت طالق وعليك الف؛ فإنه كقوله: علي الف أو بألف عند جمهور الفقهاء؛ والفرق بينهما قول شاذ, وبقول أحد المتعاوضين للآخر: أعطيك هذا آخذ هذا, ونحو ذلك من العبارات, فيقول للآخر: نعم! وإن لم يكن أحدهما هو السبب للآخر دون العكس, فقوله وإتقوا الله ويعلمكم الله) قد يكون من هذا الباب, فكل من تعليم الرب وتقوى العبد يقارن الآخر ويلازمه ويقتضيه, فمتى علمه الله العلم النافع اقترن به التقوى بحسب ذلك, ومتى إتقاه زاده من العلم وهلمَّ جرّا). مجموع الفتاوى(18/178,177)... | |
|